مباديء علم النحو
النحو لغة : قال أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي التلمساني :
للنحو سبع معانٍٍ قد أتت لغة*جـمعتها ضمن بيــت مـفردٍ كـمُلا
قصد ومثل ومقدار وناحية *نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا
وفي الاصطلاح : قال ابن جني في الخصائص( 34/1): "النحو هو انتحاء سمت كلام
العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير
والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية
بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذ بعضهم عنها رد به
إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحواً، كقولك قصدت قصداً، ثم خصّ
به انتحاء هذا القبيل من العلم"
موضوع علم النحو : هو أصول الكلام العربي .
الثمرة من تعلم النحو : التوصل إلى فهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن ينحو المتعلم بكلامه نحو كلام العرب.
نسبته : النحو قانون العربية ، وهو سيلة في حفظ أصول اللسان العربي المبين ، وكل متكلم باللغة العربية يحتاج إليه .
فضله : فضل النحو من فضل اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم الخالدة
، خوطب بها الناس كافة على لسان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - .
الواضع : أول من أمر بالتفقه في العربية وتعلم لحنها هو أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب - رضي الله عنه - وأول من أشار على أبي الأسود الدؤلي - رحمه
الله - بوضع أصول العربية هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، فتعلم
النحو - أصول العربية - من سنة الخلفاء الراشدين المهديين .
الاسم : أصول العربية ، العربية ، واشتهر بالنحو .
الاستمداد : النحو علم مستنبط من اللسان العربي المبين .
حكم الشرع : قال الإمام الشافعي : فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما
بلغه جهده ، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ،
ويتلو به كتاب الله ، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير ، وأمر به
من التسبيح والتشهد وغير ذلك .
وما ازداد من العلم باللسان الذي جعل الله لسان من ختم به نبوته ، وأنزل
به آخر كتبه : كان خيرا له . كما عليه يتعلم الصلاة والذكر فيها ، ويأتي
البيت وما أمر بإتيانه ، ويتوجه لما وجه له ويكون تبعا فيما افترض عليه
وندب إليه لا متبوعا .
مسائل علم النحو : هي القضايا التي يتطرق إليها من إعراب وغيره ، كالكلام
وأقسامه ، وعلامات كل قسم ، والإعراب وعلاماته ، والمعربات ، والأفعال ،
الأسماء رفعا ونصبا وخفضا .
وكتبه أبو طيبة محمد بن مبخوت.
الدليل على تقسيم الكلمة إلى ثلاثة أقسام النص والإجماع والقياس .
أما النص على أن الكلمة ثلاثة أقسام فأثر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه
- : عن أبي الأسود الدؤلي قال : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -
رضي الله عنه - فرأيته مطرقا متفكرا ، فقلت : فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟
قال : إني سمعت ببلدكم هذا لحنا ، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية .
فقلت : إن فعلت هذا أحييتنا ، وبقيت فينا هذه اللغة . ثم أتيته بعد ثلاث
فألقى إلي صحيفة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الكلام كله : اسم ، وفعل
، وحرف ؛ فالاسم : ما أنبأ عن المسمى . والفعل : ما أنبأ عن حركة المسمى .
والحرف : ما أنبأ عن معنى ليس باسم و لا فعل . ثم قال لي : تتبعه وزد فيه
ما وقع لك ، واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة : ظاهر ، ومضمر ، وشيء
ليس بظاهر ولا مضمر. وإنما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر
. قال أبو الأسود : فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه ، فكان من ذلك حروف
النصب ، فذكرت منها: إن وأن وليت ولعل وكأن ولم أذكر لكن ؛ فقال لي : لم
تركتها ؟ فقلت : لم أحسبها منها ، فقال : بل هي منها فزدها فيها ، وهو أثر
إسناده حسن إن شاء الله ولي في تخريجه جزء صغير .
ومعلوم أن قول الصحابي الذي ليس له مخالف حجة .
وأما الإجماع :
فقال ابن فارس في "الصاحبي" : " أجمع أهل العلم أن الكلام ثلاثة : اسم وفعل وحرف ".
وقال أبو حيان في "التذييل والتكميل " : " وأجمع النحويون على أن أقسام الكلمة ثلاثة : اسم وفعل وحرف " .
وقال ابن هشام - بعـد نقله القسمة الثلاثية - في "شرح اللمحة البدرية ": "إنّها باتفاق من يُعتدُّ به" .
وقال الصبان في حاشيته - بعد ذكره القسمة الثلاثيّة للكلم - :"والنحويون مجمعون على هذا إلا من لا يعتدُّ بخلافه " .
قلت : وممن لا يعتد بخلافه :
1- أبو جعفر بن صابر القيسي من المتقدمين حيث زاد قسما رابعا سماه الخالفة وهو اسم الفعل .
2- إبراهيم أنيس من المحدثين - بسكون الحاء وفتح الدال- في كتابه "أسرار
اللغة" زاد قسما رابعا سماه اسم الضمير وجعله شاملا للضمائر والعدد
والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة .
3- مهدي المخزومي من المحدثين في كتابه "في النحو العربي " زاد قسما رابعا
سماه اسم الكناية وجعله يشمل الضائر والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة
وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام .
4- تمام حسان في كتابه "اللغة العربية معناها ومبناها " قسم الكلم إلى
سبعة أقسام وهي : الاسم ، والصفة ، والفعل ، والضمير ، والخالفة ، والظرف
، والأداة . وتقسيمه درسته في الجامعة وامتحنت فيه ، ويكاد يطبق عليه
الحداثيون .
وأما القياس : فمن وجوه :
1- استقرأ النحاة - المعتد بقولهم - ألفاظ العرب ، فلم يجدوا غير هذه الثلاثة .
2- الكلمة إن لم تكن ركنا في الإسناد فهي حرف ، وإن كانت ركنا فإن قبلت الاسناد بطرفيه فهي اسم ، وإلا فهي حرف .
3- الكلمة إما أن تدل على معناها بنفرادها أو لا ، الثاني الحرف ، والأول
إما أن يرتبط بزمان أو لا ، الثاني الاسم ، والذي قبله الفعل ، فلا رابع .
4- المعاني ثلاثة : ذات وحدث ورابط بين الذات والحدث ، فالأول الاسم ، والثاني الفعل ، والثالث الحرف .