حب الله تعالى ليس له طريق واحد، بل طرقه متعددة، حتى يكون
الطريق فسيحا أمام خلقه جميعا ، ويمكن استقصاء طرق حب الله تعالى بالرجوع
إلى القرآن الكريم ، والبحث بمادة " حب" ، من ذلك :
1- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ".
2- الإحسان طريق إلى محبة الله تعالى، قال تعالى :" يحب المحسنين ".
3- الإنفاق وحسن الخلق ، قال تعالى :" الذين ينفقون في السراء والضراء
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، يحب المحسنين" . وقوله تعالى :"
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا"
4- تقوى الله ، قال سبحانه " إن الله يحب المتقين ".
5- التواضع ، قال تعالى :" من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " .
6- التوبة والرجوع إليه ، فقال تعالى :" إن الله يحب التوابين " .
7- الطهارة والنظافة الخارجية والداخلية، قال تعالى :" ويحب المتطهرين ".
8- الصبر عن الشدائد، فقال تعالى :" والله يحب الصابرين ".
9- التوكل على الله ، قال تعالى :" إن الله يحب المتوكلين ".
10- طيب الكلام ، قال تعالى :" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ".
11- العدل والقسط ، قال تعالى :" ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "، وقال :" إن الله يحب المقسطين ".
12- عدم الإسراف ، قال تعالى :" ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ".
13- الوحدة والاجتماع والبعد عن الفرقة ، قال تعالى :" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص"
14- إتيان الطاعة والبعد عن المعصية ، قال تعالى :" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ، قل فلم يعذبكم بذنوبكم " .
15- وهناك درجات في الحب أكثر من غيرها ، كما جاء في الحديث القدسي :" أحب
الغني الكريم وحبي للفقير الكريم أشد، وأحب الفقير المتواضع وحبي للغني
المتواضع أشد، وأحب الشيخ الطائع وحبي للشاب الطائـع أشـد. وأبغض ثلاثاً
وبغضي لثلاث أشد: أبغض الغني المتكبر وبغضي للفقير المتكبر أشد، وأبغض
الفقير البخيل وبغضي للغني البخيل أشد، وأبغض الشاب العاصي وبغضي للشيخ
العاصي أشد."
وتعدد هذه المداخل لحب الله تعالى يجعل المرء يمكن له الحصول عليها ،
فيتخير من النوافل والزوائد على الطاعات ، والبعد عن المحرمات ، وترك
المكروهات ما يجعله أقرب إلى الله تعالى ، بل إن ما فرضه الله تعالى علينا
هو أيضا طريق إلى حب الله ، كما جاء في الحديث القدسي :" وما تقرب إلي
عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ".
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وشكراً جزيلاً