الأرض (رمزها ) هي ثالث كواكب المجموعة الشمسية بعدًا عن الشمس بعد كل من عطارد والزهرة، وتعتبر أكبر الكواكب الأرضية في النظام الشمسي، وذلك من حيث قطرها وكتلتها وكثافتها. ويطلق على هذا الكوكب أيضًا اسم العالم واليابس.
تعتبر الأرض مسكنًا لملايين الأنواع [1] من الكائنات الحية، بما فيها الإنسان؛ وهي المكان الوحيد المعروف بوجود حياة عليه في الكون. تكونت الأرض منذ حوالي 4.54 مليار سنة،[2][3][4][5] وقد ظهرت الحياة على سطحها في مليار سنة الأخيرة. ومنذ ذلك الحين أدى الغلاف الحيوي للأرض إلى تغير الغلاف الجوي والظروف غير الحيوية الموجودة على الكوكب، مما سمح بتكاثر الكائنات التي تعيش فقط في ظل وجود الأكسجين وتكوّن طبقة الأوزون، التي تعمل مع المجال المغناطيسي للأرض على حجب الإشعاعات الضارة، مما يسمح بوجود الحياة على سطح الأرض. تحجب طبقة الأوزون الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل المجال المغناطيسي للأرض على إزاحة وإبعاد الجسيمات الأولية المشحونة القادمة من الشمس بسرعات عظيمة ويبعدها في الفضاء الخارجي بعيدا عن الأرض، فلا تتسبب في الإضرار بالكائنات الحية.[6]
أدت الخصائص الفيزيائية للأرض، بالإضافة إلى تاريخها الجيولوجي والمدار
الفلكي التي تدور فيه إلى استمرار الحياة عليها حتى العصر الحالي. ومن
المتوقع أن تستمر الحياة على الأرض لمدة 1.2 مليارات عام آخر، يقضي بعدها
ضوء الشمس المتزايد على الغلاف الحيوي للأرض حيث، يعتقد العلماء بأن الشمس
سوف ترتفع درجة حرارتها في المستقبل وتتمدد وتكبر حتى تصبح عملاقا أحمرا ويصل قطرها إلى كوكب الزهرة أو حتى إلى مدار الأرض، على نحو ما يروه من تطور للنجوم المشابهة للشمس في الكون عند قرب انتهاء عمر النجم ونفاذ وقوده من الهيدروجين.]
تعمل موارد الأرض المختلفة على إبقاء جمهرة عالمية ضخمة من البشر، الذين يقتسمون العالم فيما بينهم ويتوزعون على حوالي 200 دولة مستقلة، ويتفاعلون مع بعضهم البعض بأساليب متنوعة تشمل التواصل الدبلوماسي السياحة التجارة والقتال العسكري
أيضًا. ظهر في الثقافة البشرية نظرات وتمثيلات مختلفة للأرض، فبعض
الحضارات القديمة جسدتها كإلهة، والبعض إعتقدها مسطحة، وقال آخرون أنها مركز الكون، والاتجاه السائد حاليًا ينص على أن هذا الكوكب هو عبارة عن بيئة متكاملة تتطلب إشراف الإنسان عليها لصيانتها من الأخطار التي تهددها، والتي من شأنها أن تهدد الإنسان نفسه في نهاية المطاف
من ضمن مجموعة كواكب مجرة درب التبانة أو درب اللبانة، ينقسم السطح الخارجي للأرض إلى عدة أجزاء: القشرة الأرضية الصلبة، التي تصل إلى عمق نحو خمسين كيلومتر، والغلاف الأرضي التي تصل سماكته إلى 4000 كيلومتر، ونواة الأرض المركزية. وتتسم القشرة الأرضية بأنها تنقسم إلى عدد من الصفائح التكتونية ظهرت تدريجيًا على سطح الأرض بسبب برودتها التدريجية عبر ملايين السنين. تطفو تلك القشرة الرقيقة نسبيا فوق ما يسمى بالغلاف الأرضي وهو الجزء الكبير من كتلة الأرض ويتكون من صهارة
شديدة السخونة تبدأ بالظهور من تحت القشرة بدرجة حرارة تبلغ نحو 1700 درجة
مئوية ويزداد معدلها مع الاقتراب من مركز الأرض. هذا ويتكون 71% من سطح
الأرض من المحيطات والمياه المالحة، بينما يتكون الجزء الباقي من القارات، والجزر، والأنهار، ذات المياه العذبة الضرورية للحياة بجميع أشكالها.
ولم تثبت حتى الآن وجود حياة على سطح أي كوكب من الكواكب الأخرى، إلا أن مسبار المسبارات التي هبطت على المريخ
ربما تنوه بوجود حياة في صورة كائنات بدائية لم تتطور كثيرا قبل أن تنتهي
الحياة المزعومة على سطح المريخ بعد تدهور الأحوال الجوية عليه. يفسر بعض
العلماء صور المسبار بقولهم أن هناك احتمال لوجود الحياة على المريخ في
الماضي، ولكن الفصل في هذا الشأن يحتاج إلى مجهودات ضخمة، وأرسال أجهزة
ومعدات في استطاعتها القيام بتحليل العينات أو العودة بها إلى الأرض
لدراستها وتحليلها.
[معلومة 1]يحتوي باطن الأرض النشط على طبقة وسطى سميكة، تصل في سمكها إلى حوالي 4000 كيلومتر، وهي تشكل الغلاف الأرضي، وهو سائل صلب نسبيًا، ويقسمه العلماء إلى لب خارجي سائل عالي اللزوجة، يخرج أحيانا في صورة صهارة إلى سطح الأرض عندما تنشط البراكين.
ويوجد ذلك اللب الخارجي في حركة دائمة تعمل على توليد المجال المغناطيسي
للأرض. أما اللب الداخلي فصلب شديد الكثافة، وتزداد نسبة كثافته مع ازدياد
الاقتراب من النواة المركزية للأرض، وهي تصل إلى حوالي 7 غرامات/سنتيمتر
مكعب، ويتكون اللب الداخلي من الحديد والنيكل بشكل أساسي، وتتخذ نواة الكرة الأرضية شكلاً كرويًا يصل نصف قطرها إلى حوالي 2000 كيلومتر.
[8]بالإضافة إلى ذلك، فإن كوكب الأرض يتأثر مع الكواكب الموجودة في الفضاء الخارجي وبصفة خاصة الشمس حيث يدور في فلكها والقمر،
الذي يدور في فلك حول الأرض. وفي الوقت الحاضر، تدور الأرض حول الشمس مرة
كل 366.26 يوم، وذلك بالإضافة إلى دورانها حول محورها. ويطلق على هذه
الفترة من الوقت لدورتها حول الشمس "السنة الفلكية" التي تعادل 365.26 يوم
شمسي. هذا ويميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.4 درجة عن العمودي على مستوى مدارها حول الشمس، مما ينتج عنه تنوع الفصول على سطح الكوكب.
[9]تتمير الأرض بوجود تابع طبيعي وحيد لها هو "القمر"، الذي بدأ في الدوران حولها منذ 4.53 مليار عام. ويترتب على دوران القمر حول الأرض بروز ظاهرة المد والجزر، الذي يحدث في المسطحات المائية، والحفاظ على ثبات ميل محور الأرض والبطء التدريجي في دورانها. تأثر سطح الأرض بالكويكبات التي سقطت عليه خلال الفترة الممتدة بين 4.1 و 3.8 مليارات سنة تقريبًا مما أدى إلى تغيرات في بيئة السطح.
هذا وتعتبر الموارد المعدنية لكوكب الأرض والموارد الموجودة في نطاق الغلاف الحيوي
من المصادر المساهمة في توزيع السكان على الأرض. ويتركز سكان الأرض في
حوالي 200 دولة تتمتع كل منها بسيادة مستقلة لأراضيها، وتتعامل هذه الدول
مع بعضها البعض من خلال العلاقات الدبلوماسية والسياحة والتبادل التجاري
والعلاقات العسكرية. وهناك العديد من وجهات النظر التي تبنتها الثقافات
البشرية المختلفة عن كوكب الأرض، من بينها تقديس الأرض إلى حد العبودية.
وساد في الماضي الاعتقاد بأن الأرض مسطحة، ولم يكتشف الإنسان كروية الأرض إلا في العصور الوسطى بعدما تحسنت وسائله العلمية، رغم أن علماء المسلمين قاطبة أجمعوا على أن الأرض كروية حيث يقول ابن حزم (ت 456 هـ):
«وجوابنا
وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة
بالعلم م لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل
البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها» – الفصل في الملل والأهواء
والنحل (2/ 78)
. والبيئة على الأرض تسمح بالحياة بسبب بعدها المناسب عن الشمس، ووجود الماء والأكسجين والكربون والنيتروجين
التي تكون المادة الحية، وهي بيئة متكاملة تحتاج إلى الحفاظ عليها، وعدم
اضرارها فتفقد حياة البشر نضورها وقوتها على البقاء، وقد تختفي أيضا بعض
الأحياء الأخرى بسبب استغلال الإنسان لثروات الأرض بدون حساب.
التسلسل الزمني للأحداث التي وقعت على كوكب الأرضاستطاع العلماء جمع معلومات مفصلة عن العهود الماضية لكوكب الأرض؛ حيث يرجع
تاريخ بداية النظام الشمسي إلى حوالي 4.5672±0.0006 مليار سنة، ومنذ 4.54
مليار عام
[10](وهذه المعلومة غير مؤكدة بنسبة 1%) تكونت الأرض والكواكب الأخرى الموجودة في النظام الشمسي من سديم شمسي
– عبارة عن كتلة قرصية الشكل من الغبار والغاز تبقت من تكون الشمس. وقد
اكتمل تكوّن الأرض عن طريق هذه الأجزاء الخارجية في غضون فترة تتراوح ما
بين 10 و 20 مليون عام.
[11] وفي بادئ الأمر كانت الأرض منصهرة،
ثم بردت طبقتها الخارجية؛ لكي تكوّن قشرة صلبة وذلك عندما بدأت المياه
تتراكم في الغلاف الجوي للأرض. ثم تكوّن القمر بعد ذلك بوقت قريب، وذلك
عندما اصطدم جرم سماوي ـ في حجم كوكب المريخ (أحيانًا يطلق عليه "فرضية
تأثير الارتطام بالجسم العملاق") تمثل كتلته 10% من كتلة كوكب الأرض،
[12] ـ بالأرض في صدمة عارضة.
[13] وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب الأرض، وتناثرت أجزاء
منه في الفضاء، ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت في مدار وكونت القمر. وقد
نتج عن النشاط البركاني
وانبعاث الغازات من كوكب الأرض تكون الغلاف الجوي الأساسي للكوكب. وقد
تكونت المحيطات من تكثف بخار الماء الذي يزيد بفعل الثلوج والمياه السائلة
التي تحملها الكويكبات والكواكب الأصلية الأكبر حجمًا والمذنبات وأي كوكب
في النظام الشمس يدور حول الشمس على مسافة أبعد من نبتون. هذا وقد تم اقتراح احتمالين أساسيين لشكل تطور القارات:
[14] الأول هو التطور الثابت الذي ما زال مستمرًا حتى العصر الحالي،
[15] والثاني هو تطور سريع مبدئي حدث في فترة مبكرة من تاريخ الأرض.
[16] وقد أوضحت الأبحاث أن النظرية الثانية هي الأقرب للصواب، فقد حدث تطور سريع ومبدئي لقشرة القارات الأرضية،
[17] تلاه تطور ثابت على المدى البعيد للمنطقة القارية.
[18][19][20] وإذا قيس ذلك بمقياس الزمن، فإنه قد استمر على مدى مئات الملايين من
السنين؛ حيث أن سطح كوكب الأرض قد أعاد تشكيل نفسه بشكل مستمر حيث تكونت
القارات، ثم انفصلت بعد ذلك. فالقارات تباعدت وتزحزحت على سطح الأرض ولكنها
كانت تتجمع في بعض الأحيان مرة أخرى لكي تكوّن قارة كبيرة. وتعتبر قارة
"رودينيا" إحدى أقدم القارات الكبيرة التي ظهرت منذ 750 مليون سنة تقريبًا،
ثم بدأت أجزائها في الانفصال. ثم بعد ذ
تجمعت القارات مرة أخرى لكي تكون
القارة العظمى "بانوتيا"، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 600 و 540 مليون
عام، ثم
كونت في النهاية قارة بانجيا، التي انفصلت أجزاؤها منذ180
خلال عقد الستينات من القرن العشرين، افترض بعض العلماء أن عاصفة ثلجية
شديدة قد هبت على الأرض خلال الفترة الممتدة بين 750 و 580 مليون سنة،
وذلك أثناء العصر الفجري الحديث، مما أدى إلى تغطية معظم أجزاء الكوكب
بصفائح أو ألواح من الجليد.وقد تم إطلاق مصطلح "الأرض كرة ثلجية" على هذا
الافتراض، ويحظى هذا الحدث باهتمام كبير؛ لأنه يسبق الانفجار الكمبري، أي
عندما بدأت الكائنات متعددة الخلايا في الظهور على سطح كوكب الأرض.
[28] وعقب الانفجار الذي حدث في العصر الكمبري، منذ حوالي 535 مليون سنة، حدثت خمسة حالات انقراض كبرى.
[29] وكان آخر حدث انقراض قد وقع منذ 65 مليون سنة، عندما أدى اصطدام حجر نيزكي بالأرض إلى انقراض الديناصورات
والزواحف الأخرى الكبيرة، ولكن بقيت الحيوانات الصغيرة مثل الثدييات، التي
كانت تشبه في ذلك الوقت الزبابة (حيوانات آكلة الحشرات شبيهة بالفأر).وقد
اختلفت وتنوعت أشكال الثدييات على مدى 65 مليون سنة، فقد استطاعت إحدى
أسلاف الإنسان، الشبيه بالقرود، الوقوف على ساقيها منتصبةً منذ ملايين
السنيين وفقًا لنظرية داروين،
[30] وقد أدى ذلك إلى تطور مقدرتها على استخدام الأدوات وتشجيع التواصل بين
الأفراد منها ـ مما ساهم بدوره في ارتفاع كفائة توفير الغذاء وأوجد التحفيز
الملائم، الذي ساعد في نهاية المطاف على زيادة حجم المخ، ووصول الإنسان
إلى ما هو عليه اليوم وفق هذه النظرية. وفي الوقت نفسه، أدى ظهور النشاط
الزراعي والحضارات إلى أن يخلف الإنسان تأثيرًا كبيرًا على الأرض خلال فترة
قصيرة، لم يحدث أن مثلها من قبل ـ الأمر الذي أدى تباعًا إلى التأثير على
أشكال الحياة الأخرى من حيث الطبيعة والكم.
[31] بدأ النمط الحالي للعصور الجليدية
منذ حوالي 40 مليون سنة، ثم تكاثف خلال العصر الحديث الأقرب منذ حوالي 3
ملايين سنة. ومنذ ذلك الحين خضعت المناطق القطبية لدورات متكررة من هطول
وذوبان للجليد، تتكرر خلال فترة تمتد بين كل 40 و 100.000 عام، وقد انتهى
العصر الجليدي الأخير منذ 10,000 سنة.
لدورانتُقَدّر مدة دوران الأرض حول محورها بالنسبة للشمس – أي اليوم الشمسي
المتوسط - بحوالي 86,400 ثانية من الوقت الشمسي المتوسط. جدير بالذكر أن كل
ثانية من هذه الثواني تعتبر أطول من مدة الثانية الموجودة في النظام
الدولي للوحدات بقليل؛ لأن اليوم الشمسي أصبح الآن أطول بقليل من اليوم
الشمسي خلال القرن التاسع عشر، وذلك بسبب تسارع حركة المد والجزر.
[97] إن فترة دوران الأرض حول محورها وفقًا للنجوم الثابتة، والتي أطلقت عليها هيئة اسم اليوم النجمي المتوسط.
[98] تُقدر بحوالي 86164.098903691 ثانية من التوقيت الشمسي المتوسط (UT1) أو (23
س 56
د 4.09053083288
ث).
أما بالنسبة لفترة دوران الأرض حول نفسها وفقًا للاعتدال الربيعي المتوسط
والمتقدم، والتي يسميها البعض خطأً "اليوم النجمي" أو "الفلكي"، فإنها تقدر
بحوالي 86164.09053083288 ثانية من الوقت الشمسي المتوسط (23
س 56
د 4.09053083288
ث).
[99] وبذلك فإن اليوم الفلكي أقصر من اليوم النجمي بحوالي 8.4 جزء من الثانية.
هذا ويمكن تحديد طول اليوم الشمسي المتوسط عن الفترات الممتدة بين أعوام
1623-2005 و1962-2005.
[100] عن طريق اللجوء إلى "مراجع هيئة قياس دوران الأرض العالمية".
[101]وبصرف النظر عن الشهب
التي تدخل نطاق الغلاف الجوي والأقمار التابعة التي تدور في مدارات
منخفضة، فإن الحركات الرئيسية الظاهرة للأجرام السماوية الموجودة في سماء
كوكب الأرض تحدث ناحية الغرب بمعدل 5°/س = 15'/د. جدير بالذكر أن هذه
النسبة تعادل القطر الحقيقي للشمس أو القمر والذي يتم حسابه كل دقيقتين؛
حيث أن الحجم الظاهر للشمس والقمر يكون متساويًا تقريبًا
[/size]