نجح
المنتخب الغاني في تعديل مساره بخطف فوز هزيل ولكنّه مهمّ على حساب نظيره
المالي بهدف نظيف، اليوم الخميس ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة
الثانية في كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً بجنوب أفريقيا.
وبهذا الفوز الثمين تصدّر
المنتخب الغاني المجموعة برصيد 4 نقاط مؤقتاً أمام مالي الثانية بثلاثة، في
انتظار المباراة الموالية التي ستجمع لاحقاً الكونغو الديمقراطية صاحبة
النقطة الواحدة حتى الآن بنظيرتها النيجر برصيدها الخالي.
دخل المنتخبان المالي
ونظيره الغاني مواجهتهما ضمن الجولة الثانية على معقل "نيلسون مانديلا باي"
في بورت إليزابيث، بشعارين مختلفين، حيث هدف زملاء سيدو كيتا إلى حصد
انتصار يؤمّن لهم مبكّراً العبور إلى الدور الثاني عقب الفوز في المباراة
الافتتاحية أمام النيجر بهدف نظيف. بينما أملت "النجوم السوداء" تدارك
العثرة الافتتاحية بالتعادل أمام الكونغو الديمقراطية (2-2) واستعادة
حظوظها كاملة قبل الجولة الختامية الحاسمة.
خطأ نوماندييز الفادح
شوط المباراة الأوّل شهد
دخولاً مباشراً في الموضوع من الجانب المالي الذي لم يُمهل منافسه وقتاً
ليستوفي فترة جسّ النّبض، ليستغلّ "القائد" سيدو كيتا حالة عدم التركيز بين
المدافع جون بوي وحارس مرماه عبدول داودا وخطف الكرة قبل أن يعود الحارس
داودا ويستعمل يده بشكل غير قانوني باعتبار أنّ تدخّله كان خارج منطقة
الجزاء، وانتظر الجميع الحكم الإيفواري نوماندييز لإشهار البطاقة الحمراء
في وجه الحارس الغاني، إلاّ أنّه فاجأ الجميع بقرار غريب وفادح، باكتفائه
بإشهار البطاقة الصفراء ومنح مخالفة على مشارف منطقة الجزاء.
وتقدّم كيتا المختصّ في هذا
النوع من الكرات وسدّد كرة ماكرة، لم يحرّك تجاهها ساكناً حارس عرين
الـ"بلاك ستارز" وخانت كرته بعض الدقة والتوفيق لتعلن عن موعد افتتاح
النتيجة (8).
ركود معتاد
بعد التهديد الافتتاحي
الصريح من جانب الماليين، كنّا نعتقد أنّ نجوم المنتخب الغاني ستردّ الفعل
على طريقتها، غير أنّ هذا لم يحصل وشهدت المباراة ركوداً مفاجئاً استناداً
إلى البداية القوية للقاء، غير أنّه لم يكن كذلك قياساً بالمستوى الفني
المهزوز لهذه النسخة الأفريقية التاسعة والعشرين، التي لا زالت تعاني حتى
هذه المباراة التي تحمل في تعدادها الرقم 11 من ضعف العروض الفنية التي
قدّمها جميع المنتخبات، بمَن فيها تلك التي حصدت العلامة الكاملة حتى الآن،
وعلى ما يبدو أنّ المنتخبات كافة رفعت شعار البراغماتية المتلخّص في تحصيل
الفوز دون النّظر إلى الطريقة في هذا السياق.
تهديد وهدف
طيلة 30 دقيقة كاملة من
المباراة، وباستثناء الفرصة المالية الخطرة في البداية لم تحفل المباراة
بأية مناورات أو مجازفات تُذكر على المستوى الهجومي، وكان الركود هو المعطى
المتسيّد لوقائع اللقاء وهو تقريباً ما دأبت عليه جميع المباريات السابقة
في هذا الـ "كان"، وتميّزت هذه الفترة بالصراعات الثنائية على مستوى خط وسط
الميدان، لاسيما بين الثنائي المالي محمد لمين سيسوكو وماهمان تراوري
ونظيريهما كوادوا أسامواه وإيمانويل بادو.
في رُبع الساعة الأخير من
هذا الشوط اتّسم الغانيّون ببعض الجرأة وحاولوا الذهاب أكثر في اتجاه
المرمى المالي، وفعلاّ لم تتأخّر أوّل فرصة خطيرة وحقيقية في المباراة عن
الحلول، إثر عرضية من واكاسو موبارك اعترضها إيمانويل بادو برأسية متقنة
انهالت على القائم الأيسر للعرين المالي وسط بهتة الجميع (32).
الفرصة الغانية الأبرز التي
رفضها القائم المالي كان إنذاراً شديداً لما هو قادم بعد ذلك، وبعد 4
دقائق بالتمام والكمال جاء موعد سيناريو الهدف الافتتاحي الذي انتظره زملاء
أسامواه جيان كثيراً، بعد عمل جماعي منسّق وصلت فيه الكرة لمحترف أودينيزي
الإيطالي "الحيوي" إيمانويل بادو الذي اخترق مناطق الجزاء ليعرقله أداما
تامبورا بشكل متهوّر، ما جعل الحكم نوماندييز لا يتردّد في الإعلان عن ركلة
جزاء واضحة وقّعها نجم إسبانيول برشلونة الإسباني واكاسو موبارك (38).
ورغم الهدف الغاني الذي
انتهى عليه هذا الشوط الأوّل يمكن القول أنّ المستوى الفنّي لا يزال رثاًّ
إلى حدّ بعيد في هذه البطولة، التي تعتبر الأسوأ في هذا المستوى بين جميع
البطولات السابقة.
شوط هزيل رغم التحوير
في النصف الثاني من الحوار
الغاني - المالي لم نشهد تحوّلات كبيرة في هذه المباراة، لا سيما أننا
انتظرنا "هيجاناً" للنسور المالية التي كانت مطالبة بردّة فعل قوية لتدارك
الهدف الذي تأخّرت به في الشوط الأول ورغم أنّ المدرب الفرنسي باتريس
كارترون بادر بإقحام جملة من التغييرات المتعاقبة طيلة فترات هذا الشوط،
حيث دخل الثلاثي موديبو مايغا وسامبا سو ومامادو ساماسا معوّضين لزملائهم
سيغاماري ديارا ومحمد لمين سيوسوكو وماهمان تراوري على التوالي في الدقائق
(46 و68 و76).
بدوره المدرب الغاني جايمس
كواسي أبياه ناور نظيره تكتيكياً في حوار فنّي محتدم وأقحم ثلاثة تبديلات،
هم توالياً (كريستيان أتسو مكان واكاسو موبارك دق 71) و(ديريك بواتنغ مكان
كوادو أسامواه دق 78) و(سولومون أسانتي مكان ألبير أدوماه دق 84).
وفي خضمّ هذه العاصفة من
التحويرات من الجانبين، لم يصطبغ المردود المالي بأي تغيّر نحو الأفضل، في
المقابل برز الغانيون بأكثر راحة وتمكّنوا في أكثر من محاولة من تهديد مرمى
منافسهم خاصة عبر الثلاثي أسامواه جيان الذي كاد أن يسجّل زيارة ثانية
لمرمى مامادو ساماسا إثر تسديدة يمينية ماكرة (54)، وإيمانويل بادو الذي
كان قريباً جداً من تدوين إسمه على لائحة المسجّلين بمخالفة مباشرة متقنة
غير أنّ مامادو ساماسا أبدع في تحويلها إلى الركنية (77)، إضافة إلى
سولومون أسانتي الذي توغّل هو الآخر وسط بهتة في الدفاع المالي وسدّد بقوّة
بيد أنّ كرة جاورت القائم بقليل (83).
وحاول الماليون في الدقائق
الأخيرة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه المباراة الهزيلة بخطف هدف التعادل في
النهاية إلاّ أنّ الوقت وعدم جاهزية العديد من لاعبيه لا سيما المهاجمين،
لم يسعفه لبلوغ هدفه، وما قد يعتبر تبريراً إضافياً للمردود المالي
المتواضع هو أنّه لم يخض أية مباراة ودية استعدادية طيلة العام 2012،
واكتفى بخوض التصفيات فحسب.
وبهذه الهزيمة القاسية يلوح
شبح الخروج بوضوح أكبر أمام الماليين لا سيما أنّ مباراته الأخيرة ستجمعه
مع الكونغو الديمقراطية التي تملك كاما مقوّمات الفريق العنيد والذي قد
يتسبّب في إرغام النسور على مغادرة المحفل القاري من الدور الأول للمرة
الرابعة في تاريخه بعد نسخ الكان أعوام 1994 بتونس و2000 بنيجيريا وغانا
مشاركة و2002 بمالي.
التشكيلتان الأساسيتان:
منتخب غانا
حراسة المرمى: عبدول فاتاوو داودا (16)
خط الدفاع: جون باينتسيل (4)، إسحاق فورساه (15)، جون بوي (21)، هاريسون آفول (23)
خط الوسط:
كوادو أسامواه (20) [ديريك بواتنغ (9) دق 78]، ألبير أدوماه (10)[سولومون
أسانتي (14) دق 84]، واكاسو موبارك (22) [كريستيان أتسو (7) دق 71]، محمد
رابيو (11)، إيمانويل بادو (8)
خط الهجوم: أسامواه جيان (3)
المدرب: جايمس كواسي أبياه
منتخب مالي
حراسة المرمى: مامادو ساماسا (1)
خط الدفاع: أداما كوليبالي (4)، أداما تامبورا (3)، فوسيني دياوارا (2)، محمدو بامبا ندياي (21)
خط الوسط: سيدو كيتا (12)، محمد لمين سيسوكو (6) [سامبا سو (18) دق 68]، ماهمان تراوري (17) [مامادو ساماسا (15) دق 76]، سامبا دياكيتيه (20).
خط الهجوم: سيغاماري ديارا (11) [موديبو مايغا (10) دق 46]، الشيخ تيديان دياباتيه (9).
المدرب: الفرنسي باتريس كارترون
طاقم التحكيم :
حكم الساحة: الإيفواري نوماندييز ديزيري دوي
الحكمان المساعدان: الإيفواري سونغيفولو ييو، البوروندي جون كلود بيروموشالو
الحكم الرابع: الجزائري محمد بنّوزة