بات المنتخب
المغربي ثاني المنتخبات العربية المُقصاة من منافسات كأس الأمم الأفريقية
عقب تعادله "الدراماتيكي" مع مضيف البطولة جنوب أفريقيا (2-2) اليوم الأحد
ضمن مباريات المرحلة الثالثة الأخيرة من المجموعة الأولى للنسخة التاسعة
والعشرين من المسابقة.
سجّل ماي مالانغو (71) و سيابونغا سانغويني
(86) هدفي جنوب أفريقيا في حين وقّع عصام العدوة (10) وعبد الإله الحافيظي
(82) هدفي المغرب.
وتصدّر منتخب "البافانا بافانا" ترتيب المجموعة
برصيد 5 نقاط أمام الرأس الأخضر الذي تغلّب في الوقت ذاته على أنغولا 2-1،
بفارق الأهداف، وصعدا سوية لدور الثمانية في حين جاء المغرب ثالثاً بثلاث
نقاط من عدد مماثل من التعادلات.
وتأتي هذه الخيبة مباشرةً بعد خروج
المنتخب الجزائري أمس السبت من منافسات الـ"كان" لتبقى الآمال معلّقة على
تونس التي ستخوض مباراةً حاسمةً أمام توغو الأربعاء المقبل وهي بحاجة للفوز
كي تعبر إلى ربع النهائي.
يذكر أنّ لعنة الخروج من الدور الأول
ظلّت تلاحق أسود الأطلس إلى حد الآن إذ أنّها المرة الثالثة على التوالي
التي يغادر فيها المغرب المسابقة منذ الدور الأول في مشاركته الخامسة عشرة،
علماً بأنه لم يتأهل إلى نهائيات 2010 في أنغولا.
تقدّم مغربياستهل المنتخب المغربي مباراته الحاسمة مع
مضيف البطولة بقوّة باحثاً عن تحقيق الفوز الذي يعدّ النتيجة الوحيدة
المؤهلة لأسود الأطلس إلى الدور ربع النهائي.
وبحث رجال المدرب رشيد
طاوسي عن مباغتة حارس "البافانا بافانا" إيتوميلينغ كون بكل الطرق إلى أن
تمكّنوا من بلوغ مرادهم مع مطلع الدقيقة (10) من تسديدة رأسية لمتوسط
الميدان العدوة الذي تلقّى رفعةً ممتازةً من زميله عبد العزيز برادة عقب
ركلة ركنية لم يحسن حامي عرين فريق "كايزر شيفز" إبعادها بقبضته.
وكان بإمكان المنتخب المغربي ضمان النتيجة لمصلحته في عدة مناسبات بيد أنّ التسرّع وعدم التوفيق حالا دون ذلك.
في
المقابل باءت جميع محاولات جنوب أفريقيا لتعديل الكفّة بالإخفاق إذ افتقد
البلد المضيف للعب الجماعي وكانت فرصه نابعة من مهارات فردية.
وانتهى الشوط الأول بين المنتخبين على تقدّم مغربي ضئيل بالمقارنة مع عدد الفرص السانحة (1-0) لكنّه مستحق.
شوط الحساباتوكان الشوط الثاني على شاكلة مباريات
الكؤوس إذ كان لزاماً على أصحاب الأرض أن يحقّقوا هدف التعادل إذا أرادوا
المرور إلى الدور التالي فانجرفوا نحو الهجوم، في حين اختار الطاوسي سلاح
المرتدات مع تحصين الدفاع.
وأهدر يوسف العربي فرصةً كانت بمنزلة
رصاصة الرحمة إن جرى استغلالها بيد أنّ مهاجم غرناطة أهدر المحاولة مع أنه
انفرد بالحارس كون الذي استأسد وأنقذ الموقف (59).
وعاقب ماي
مالانغو المنتخب المغربي على إضاعة الفرص السانحة للتسجيل بتوقيعه هدفاً
رائعاً من عملية منسقة اختتمها محترف هلسنبورغ السويدي بتسديدة مقوسة رائعة
في شباك نادر لمياغري (70).
وأعاد البديل عبد الإله الحافيظي الأمل
لأسود الأطلس بتسجيله الهدف الثاني من هجمة منظمة شارك فيها جميع لاعبي خط
المقدّمة (82) وأنهاها بترويض على الصدر وتسديدة يسارية متقنة بالقرب من
علامة الجزاء وسط فرحة جنونيّة بين اللاعبين والجهاز الفني والجماهير.
ولم
يهنأ المغاربة بهدفهم سوى بضع دقائق إذ تمكّن سيابونغا سانغويني وبطريقة
الهدف الأول نفسها من إرجاع المباراة إلى نقطة الانطلاق بتسديدة من حافة
المنطقة، لترجّح كفّة المحليين بالتأهل من جديد (86)، في حين أن المغرب كان
ما زال بوضع المتأهل مع استمرار التعادل بين أنغولا والرأس الأخضر قبل أن
تأتي الصدمة الكبرى من مدينة "بور اليزابيت" مع هدف قاتل للرأس الأخضر قلب
الموازين وأطاح بالمنتخب العربي.
وجاء وقع صافرة الحكم الدولي الغامبي
باكاري غاساما الثلاثية ثقيلاً جداَعلى لاعبي "أسود الأطلس" إذ صب التعادل
في مصلحة جنوب أفريقيا التي حجزت البطاقة الأولى إلى الدور ربع النهائي
والرأس الأخضر الثانية، في حين خيّب أسود الأطلس مرةً أخرى آمال الجماهير
المغربية التي ضاقت ذرعاً من الإخفاقات المتكرّرة.