أكّد منتخب
إسبانيا أفضليته التاريخية على نظيره منتخب أوروغواي وتغلَّب عليه في
مباراة وديّة (3-1) ليكسب "صراع الأبطال"، الذي أقيم بين الطرفين على ملعب
خليفة الدولي في الدوحة أمام أكثر من 40 ألف مشاهدٍ.
وأطلق الاتّحاد القطري لكرة القدم واللجنة
العليا المنظّمة لمونديال قطر 2022، اسم "صراع الأبطال" على هذه المواجهة،
التي أُقيمت بتنظيم وإشراف منهما، كونها جمعت بطل العالم 2010 وأوروبا
2008 و2012 مع بطل أميركا الجنوبية 2011.
وتعدّ هذه المباراة العالمية الثالثة التي
يستضيفها ملعب خليفة الدولي، بعد لقاء البرازيل وإنكلترا عام 2009،
والأرجنتين مع البرازيل عام 2010.
ولم يسبق لأوروغواي تحقيق أي فوزٍ على
إسبانيا في مواجهاتهما الرسمية الثمانية السابقة، ومنها اثنتان في كأس
العالم، حيث تعادلتا في المرّتين (2-2 عام 1950) و(0-0 عام 1990)، علماً
بأنهما سيتقابلان مجدّداً في كأس القارات 2013 بالبرازيل، حيث أوقعتهما
القرعة معاً في المجموعة الثانية إلى جانب تاهيتي وبطل القارة الأفريقية.
ووصل المنتخبان الى الدوحة
بكامل نجومهما باستثناء بعض الغيابات أبرزها لتشافي نجم برشلونة، وشابي
الونسو لاعب وسط ريال مدريد بسبب الإصابة.
شوط متوازن البداية جاءت حماسية من الطرفين دون
مقدّمات، وكانت اللقطة أولى لصالح أوروغواي، حين استلم لويس سواريز كرة في
مكان مناسب داخل منطقة الجزاء وتباطأ في التصرّف بها فاستخلصها ببراعة
سيرخيو راموس (4).
وبدأ المنتخب الإسباني يمتلك الكرة بشكل
واضح تدريجياً معتمداً على التمريرات القصيرة بين لاعبيه، لكن أوّل تسديدة
له على مرمى منافسه تأخّرت حتى الدقيقة التاسعة بقدم سيرخيو بوسكيتس،
وأمسكها الحارس فرناندو موسليرا دون عناء (9).
لكن الأخير ارتكب هفوة فادحة فاهتزّت
شباكه على غير المتوقّع من تسديدة بعيدة أطلقها سيسك فابريغاس من نحو 25
متراً فمرّت بين يدي حارس بطل أميركا الجنوبية وتهادت في المرمى (15).
وكان تركيز فريق المدرّب أوسكار تاباريز
واضحاً على إيصال الكرة بأقصر الطرق إلى مهاجميه سواريز وإدينسون كافاني،
لكن الأخير لم يكن في قمّة تركيزه ولم يتمكّن من السيطرة على كرات متاحة
لعلّ أخطرها انفراده بالحارس فيكتور فالديز، الذي خرج في توقيت مثالي
والتقط الكرة (18)، وهذا الأخير خاض مباراته الحادية عشرة فقط دولياً في
ظلّ غياب الحارس الأوّل إيكر كاسياس للإصابة.
وسدَّد فابريغاس مجدّداً من مسافة أقرب،
لكن موسليرا كان حاضراً هذه المرّة (25)، وألغت راية التسلّل هدفاً لكارليس
بويول، الذي خاض مباراته رقم 100 دولياً (29).
ثم توِّج الظهير المتألّق في أوروغواي
مارتن كاسيريس جهوده السخيّة بتمريرة ذكية ضرب بها الدفاع الإسباني فوصلت
إلى كريستيان رودريغيز سدَّدها بإتقان في المرمى معادلاً الأرقام (32).
واختتم خوان مانويل ماتا فرص الشوط الأوّل بتسديدة أرضية أمسكها موسليرا على دفعتين (37).
تفوّق إسبانيترجم المنتخب الإسباني أفضليته الجماعية
بشكل جليّ في الشوط الثاني، فيما بدا واضحاً انخفاض المردود البدني
لأوروغواي مع مرور الدقائق، ما جعل الوصول لمرمى موسليرا أكثر سهولة،
والأخير لم يكن في يومه لسوء حظّ تاباريز.
كسر التعادل احتاج 6 دقائق فقط، إذ سجَّل
بيدرو رودريغيز، الذي غاب عن الظهور الفعلي في الشوط الأوّل، ثاني الأهداف
متابعاً تمريرة البديل جيرارد بيكيه.
وفي اللقطة الأفضل التي قدَّمها كافاني في
المباراة توغَّل من الجهة اليمنى وسدَّد كرة قويّة أبعدها فالديز إلى ركلة
ركنية بصعوبة (57).
وجرَّب المهاجم البديل دافيد فيا حظّه بتسديدة قوسيّة مسحت المقصّ الأيسر (60).
ومع كثرة التبديلات في صفوف الطرفين غلبت
العشوائية نسبياً على الأداء، لكن ذلك لم يمنع فيا من القيام بغزوة ناجحة
بدأها بتمريرة لفابريغاس الذي لعبها عرضية واقتنصها بيدرو قبل موسليرا
مسجِّلاً الهدف الثالث (75).
وسعى سواريز النشيط مع دخول شريكه الجديد
في الهجوم الخبير دييغو فورلان لتذليل الفارق، إلا أن محاولاته لم يكتب لها
النجاح لتبقى النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية.
وبعد اللقاء أعتبر مدرب المنتخب الإسباني
فيسنتي ديل بوسكي أن فريقه قدم مباراة جيدة واستحق الفوز أمام خصم قوي وقال
"منتخب الأوروغواي كان مميزاً في الهجمات المرتدة، وكان بامكانه التسجيل
في أكثر من مرة، ولكننا نجحنا في السيطرة على اللقاء في الشوط الثاني
وبيدرو صنع الفارق".
وأضاف "سيكون منتخب أوروغواي خصماً صعباً
في كأس القارات فهو يدافع بشكل جيد أيضاً، بشكل عام استفدنا من اللقاء
والشيء المهم هو نجاحنا في إدخال لاعبين جدد مثل إثكو وأزبليكويتا وسواريز
إلى الفريق بدون التأثير على أسلوب اللعب الذي اعتدنا عليه".
كما وجه المدرب المخضرم الشكر للمشجعين
الذين ساندوا الفريق في مدرجات إستاد خليفة مؤكداً أن الأجواء كانت رائعة
وساعدت الفريق كثيراً على تقديم أداء جيد.
أما مدرب المنتخب الأوروغواياني أوسكار
تاباريز فرأى أيضاً أن المباراة كانت جيدة ومفيدة لفريقه وقال "قدمنا أداء
جيداً في الشوط الأول، ولكننا ارتكبنا بعض الأخطاء في الشوط الثاني، وعندما
ترتكب أخطاء أمام الفريق الأفضل في العالم، لا بد أن تدفع الثمن غالياً".
وتابع "كانت المباراة بمثابة إعداداً
جيداً لنا قبل أن نخوض مجدداً تصفيات مونديال 2014 في مارس المقبل التي
نبحث من خلالها عن العودة للمنافسة على التأهل مباشرة إلى النهائيات".
حول المباراةاحتفاء بمئوية بويول احتفى الحضور الرسمي والجماهيري بقائد
المنتخب الإسباني كارليس بويول، الذي خاض مباراته رقم 100 بقميص "لافوريا
روخا"، وذلك قبل انطلاقة الشوط الثاني، حيث قدَّم له رئيس الاتّحاد القطري
لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، والأمين العام للجنة
العليا لقطر 2022 السيد حسن الذوادي جائزة تذكارية وسط تشجيع حار من
الجمهور، قبل أن يترك مكانه لزميله في نادي برشلونة جيرارد بيكيه.
أوّل مرّةكانت هذه المباراة مناسبة لأوّل ظهور
بقميص منتخب إسبانيا الأوّل بالنسبة لكلٍّ من مدافع تشلسي الإنكليزي سيزار
أزبيليكويتا، ولاعب وسط ملقا إيسكو، ولاعب وسط أتلتيكو مدريد ماريو سواريز.
دل بوسكي يُعادل كوبالاقاد المدرِّب فيسنتي دل بوسكي المنتخب الإسباني في المباراة رقم 68 اليوم، ليُعادل بذلك رقم المدرِّب الأسبق لاديسلاو كوبالا.
تشكيلتا المنتخبينإسبانيا حارس المرمى: فيكتور فالديز.
خط الدفاع: سيزار أزبيليكويتا- كارليس بويول (جيرارد بيكيه)- سيرخيو راموس- جوردي ألبا (ناتشو مونريال).
خط الوسط: أندريس أنييستا (إيسكو)- سيسك فابريغاس- سيرجيو بوسكيتس- سانتي كازورلا (ماريو سواريز).
خط الهجوم: بيدرو رودريغيز (ألفارو نيغريدو)- خوان ماتا (دافيد فيا).
أوروغوايحارس المرمى: فرناندو موسليرا.
خط الدفاع: دييغو لوغانو- دييغو غودين- مارتن كاسيريس- ماكسيمليانو بيريرا ((إيغيديو أريفالو).
خط الوسط: دييغو بيريز- كريستيان رودريغيز (غونزالو كاسترو)- نيكولاس لوديرو (والتر غارغانو)- ألفارو غونزاليس (ماتياس أغويرغاراي).
خط الهجوم: إدينسون كافاني (دييغو فورلان)- لويس سواريز.
طاقم التحكيمحكم الساحة: فهد المري- الحكمان المساعدان: سالم النعيمي، طالب المري- الحكم الرابع: عبدالرحمن الجاسم (قطر).